هل تشعل صحافة البشمركة حرب أهلية في موريتانيا؟!

خميس, 11/19/2015 - 12:14
المرابط ولد محمد لخديم

    ان المطالع  للصحف والمجلات الورقية والألكترونية  يلاحظ على الصفحات الأولى مايسمى بميثاق الشرف وهو الذي تلتزم به المؤسسة الاعلامية المهنية وقد أخذنا النقاط التى تتقاطع فيها الوسائل الاعلامية مثل:

   التمسك بالقيم الصحفية من صدق وجرأة وإنصاف وتوازن واستقلالية ومصداقية وتنوع دون تغليب للاعتبارات التجارية أو السياسية على المهنية...

    معاملة الجمهور بما يستحقه من احترام، والتعامل مع كل قضية أو خبر بالاهتمام المناسب لتقديم صورة واضحة واقعية ودقيقة مع مراعاة خصوصيات الأفراد والذوق العام....

      التعامل الموضوعي مع التنوع الذي يميز المجتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراق وثقافات ومعتقدات وما تنطوي عليه من قيم وخصوصيات ذاتية...

        مهمة الصحافة أن تكون مرآة للمواطن، تزوده بالمعلومات والآخبار التي تجعله على بصيرة مما يجري في بلده، وفي العالم من حوله، حتي يكون على بينة من أمره، في قراراته اتجاه نفسه واتجاه من يقررون مصيره ويخططون لمستقبله. مما يمكنه من إصدار الاحكام حول قضايا مصره وعصره...

      وأن تكون العين الباصرة لرعاة البلاد وساستها لمعرفة مظالم شعوبهم ومعاناتهم، وطريقة تسيير وكلاء الدولة وموظفيها للمال وإدارتهم لمصالح العباد والبلاد، حتي يتأتى لكل الضلوع بدوره في خدمة الوطن والإنسان وإصلاح العالم والرقي به لما هو افضل. وبهذا تتيح الصحافة حرية التعبير لكل الآراء المحالفة والمخالفة…

  ولكن يبدوا أن غالبية الصحف والمجلات لا تطبق مضامين هذه المواثيق خاصة في بلادنا...

  والآن لنضع هذا الكلام جانبا ولنعرض لبعض الحقائق ؛

   تعد الصحافة اهم المظاهر الاساسية لممارسة الديمقراطية, ووجودها يمثل ركن من اركان الحياة الديمقراطية,فالصحافة دور فعال ومهم جدآ في التعبير عن اراء الافراد والمواطنين ,وفي كل القضايا التي تهم حياتهم.وفي عرض المقترحات والحلول لكل ما يتعلق بشوؤن مجتمعهم الى السلطة والى الجماهير ايضآ,ولقد لعبت الصحافة دورآ وطنيآ مهمآ في كثير من بلدان العالم في مقارعة الاستعمار والوقوف بوجه الطغيان والاستبداد وفي فضح المشاريع والمخططات المعادية لطموح امتهم وقوميتهم .وتبصير الشعب بحقوقهم وتعريفه بأساليب اعدائه  .

    وهي من المجالات التي شهدت تطوراً هائلاً خاصة في القرن العشرين عند ظهور التكنولوجيا, فلقد عجل ظهور مجتمع الإعلام والمعرفة بحدوث تطورات هائلة على صعيد إنتاج وتداول وتخزين ومعالجة المعلومات والاستفادة منها في مدة زمنية قياسية.  إن تزايد نفوذ التقنيات المقروءة والمسموعة والمرئية يشكل عاملا مساعدا لذيوع الكلمة والصورة وسعة انتشارها ووصولها إلى آفاق بعيدة تتخطى حدود الدول والقارات.إلى مناطق شتى من العالم، خصوصا وأن التقنيات المرئية تلعب دورا بالغ التأثير في تبليغ الرسالة بما تملكه من جاذبية وسائطها المتعددة في الصوت والصورة والحركة وبذالك اتسعت الساحة أمام هذه الوسائل على نحو لا عهد للبشر به من قبل.وهذا الامتداد سيغير أذواق الناس وأنماط تفكيرهم وأساليب تعاملهم وتحصيلهم وأن تعدد الخيارات أمام الملتقى ووفرتها بين يديه، سوف يكسر احتكارات المعرفة، ويضع الجميع أمام فرص متكافئة يفوز فيه من كان أحسن عملا.

       إن الصحافة متغير مهم جداً وله العديد من الإيجابيات على المستوى الإعلامي والاجتماعي..وهي مرآة الأمة وحلقة الوصل المستمرة بين مطالب الشعب المغيبة ولها أهدافها السامية والخالدة وتحتل مكانة في الأفق على أن مسؤوليتها شرعية أكثر مما هي وطنية. وحجم التحدي فيها كبيرة ولا تتوقف عند حد معين.وإذا تخلت عن تلك الأهداف..أصبحت مدمرة كما هو الحال في كثير من صحافتنا وللأسف حتى أصبح يطلق على هذا النوع: صحافة البشمركة ..وقد تكاثرت في الآونة الأخيرة حيث أصبحت تسخر هذه المهنة المحترمة الى مآرب شخصية فمثلا : لاينقضي يوما إلا  ونسمع عن التعرض لعرض القبيلة الفلانية... أو الشخص العلاني... بأساليب مقززة من هذه المواقع, من ذالك ما كنت شاهدا عليه شخصيا حيث كتب أحد هؤلاء البشمركيين أن محاسبا لمؤسسة معينة يمتلك فيلات فاخرة في تفرغ زينة وحساباته في البنوك بمئات الملايين والحقيقة أنه بالكاد يجد  ثمن دواء لوالدته ب:10.000 آلاف أوقية  و رواية أخرى عن وزيرا سابقا يشكو من صحفيا نشر مقالا ينال منه شخصيا.وأجداده.. وعشرات غيرهم متوعدين البشمركيين بالتهديد والتنكيل.. مما امتلأت منه سجلات الشرطة القضائية..

      وان كان هؤلاء لم يعبروا  للقارئ مما يختلج في صدورهم فإننا نرى صحفيا يشحنها في كلمات مؤثرة.. بعدما تعرض هو نفسه لهذه الاتهامات من موقعا عربيا يتخذ من لندن مقرا له يقول الصحفي (لقد نشر موقع العربي الجديد خبرا عاريا من الصحة؛ يمس بشرفي وسمعتي.. وحيث أن الموقع المذكور عن طريق مراسله في نواكشوط المدعو أحمد ولد سيدي تحدث عن بيان مزعوم لصحراء ميديا، وصاغ الخبر بطريقة تدل على تبنيه؛ وحيث اعتدى على حرمة صوري الخاصة.. ونشر صورة لي من دون الحصول على أذني قررت وبعون الله رفع دعوى قضائية على الموقع المذكور ومراسله أمام العدالة الموريتانية والبريطانية.. وأنا الآن بصدد التشاور مع محامين في لندن ونواكشوط) وماكان من الموقع إلا أن حذف الخبر واعتذر للصحافي....

      بهذه الكلمات يترجم هذا الصحفي بطريقته الخاصة كل ما يكتب من قدح وشتم للأفراد والجماعات وان كان الموقع المذكور قد تعدى على صوره الخاصة  فان مواقعنا  الالكترونية تنتهك أعراض الناس بدون تحفظ   ولعل القانون الذي أصدرته الهابا منذ أشهر في تجريم مثل هذه الكتابات يجد طريقه الى التطبيق العملي..فالحرية تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين!!!

     نحن لم نعد مجتمع لفريك الذي تحتضنه أطناب الخيمة ويعيش في محيطها الجغرافي بل أصبحنا من ضمن القرية الكونية العالمية في مجتمع الأمم والقارات...   

   والصحافة ليست وليدة العصر بل كانت موجودة في العصور الأولى قبل الاسلام وبعده وعرف ذالك من خلال الخطابة والأشعار والرسائل التى كانت مؤثرة جدا في طبيعة الناس وتحريك غرائزهم  وقد لعبت دورا خطيرا ومؤلما في أطول حربين خاضتهما وعاشتهما العرب في الجاهلية وهما: داحس والغبراء وحرب البسوس: و كانت تغذيها النعرات القبلية مما زاد في عمرها حيث استغرفت كل منها:40 سنة...

     واليوم عرف عنها بأنها علما يتطور وله تأثيرا كبيرا في حركة الشعوب وتغيير واقعها الجذري دون استخدام الآلة الحربية والمدافع في دك أسوار الحكام.. وللصحافة دورا مهما  في توعية أبناء المجتمع من خلال كشف الحقائق ونقل الأخبار والتقارير  لزيادة ثقافات الفرد وكشف مفاصل الفساد  وتوقف تمدده من خلال أساليب حضارية لا تعمم على الجميع مع مراعاة النزاهة والشفافية... فهي رسالة مشرفة في المجتمع وهذا الأمر يتطلب أن يكون للالتزام الاجتماعي والأخلاقي ركن أساسي من الأركان التي تقوم عليه....

     وتبقى الصحافة الحرة ضرورة لأي بلد فغيابها يعني غياب اهم مظهر حضاري فيه وحجبها اشارة صريحة وواضحة للاضطهاد والقهر وسلب الحريات . وبغيابها يحرم الجماهير من ايصال ارائهم الى السلطات والتعبير عن افكارهم ومعتقداتهم ومطامحهم ..وقد شجعتها الدولة ودعمتها ماديا ومعنويا.....

    ولهذا يجب عليها أن تكون في المستوى المطلوب وأن تراعي حقوق شعبها وتطرد صحافة البشمركة الدخيلة فيها لكي لاتشعل حربا أهلية بين أبنائها بجشعها وطمعهاا.

              المرابط ولد محمد لخديم

E- mail; [email protected]

E- mail; [email protected]