كتاب: يوميات غوانتانامو / للسجين الموريتاني محمدو ولد صلاحي (الحلقات 51-55/ جريدة الأمل الجديد)

ثلاثاء, 04/19/2016 - 15:15

كرهت صوت السلاسل المعدنية الثقيلة بالكاد أستطيع حملها كانوا يأخذون المعتقلين دائما من مبنانا وكلما سمعت صوت السلاسل قادمة كنت اتوقع انها ستكون من اجلي لا تعرف ابدا ما الذي سيحدث في التحقيق احيانا لا يعود اليه الخارج من المبنى ابدا انهم يختفون فحسب لقد حدث هذا لصديق مغربي معتقل وسيحدث لي كما ستكتشفون بعدئذ ان شاء الله.

عندما دخلت الغرفة في ........................................ كان مكتظا بـ.........................................................................................................................

مرحبا!

لقد اخترت .................. بناء على خبرتهم ونضجهم سيكون تقييم ملفك بيديهما من الآن فصاعدا هناك شيئان يحتاجان الى التكملة في قضيتك فمثلا ان لم تخبرنا بكل شيء عن ............................. هو شخص في غاية الاهمية ..............................................................

اولا اخبرتكم عما اعرف عن ................................. مع أنه ليس ضروريا ان اقدم لكم معلومات عن أي شيء اخر هنا نتحدث عني وثانيا كي استمر في تعاوني معكم اريد أن تجيبوني على سؤال واحد لماذا انا هنا؟ وان لم تعطوني الجواب فبامكانكم ان تعتبروني سجينا غير موجود.

علمت فيما بعد من محاميي العظام ........................................ ان الصياغة السحرية لطلبي هو تقديم عريضة التماس من اجل امر قضائي للمثول امام المحكمة من الواضح ان تلك العبارات لن يكون لها معنى لانسان عادي فان مثلي. لان الانسان العادي لابد ان يقول لماذا هذا الجحيم الذي تحتجزونني فيه؟ لست محاميا ولكن الحس السليم يقول بعد ثلاث سنوات من التحقيق معي وحرماني من حريتي ان الحكومة مدينة لي باعطاء شرح مقنع عن سبب فعلها ذلك بي بالضبط ما هي جريمتي؟

لا معنى لكل هذا انه مثل انسان يتخلى عن رحلة عشرة كيلومترات بعد ان يكون قد قطع تسعة كيلومترات منها ان ما قاله سيكون اكثر دقة قال رحلة مليون ميل بعد قطع مسافة ميل واحد.

انظر انه سهل بقدر أحرف الابجدية ا ب ج اجيبوا على سؤالي وانا سأتعاون معكم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

ليس لدي جواب. قال .............

ولا انا اجبته.

يقول القرءان الكريم: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا) قال ذلك المترجم الفرنسي محاولا ان يحقق اختراقا نظرت اليه بعدم احترام بطرف عيني.

لست الشخص الذي تبحثون عنه قلتها بالفرنسية ثم كررت القول بانكليزية بسيطة.

انا متأكد بانك ضد قتل الناس نحن لا نبحث عنك بل نبحث عن اولئك الذين في الخارج ويحاولون ان يؤذوا الابرياء قالها ................................ وهو يريني مجموعة من الصور الشخصية رفضت النظر اليها وكلم حاول أن يضعها تحت نظري غضضت الطرف عنها لم ارضه حتى ولو بالقاء نظرة خاطفة عليها.

اسمع .................................................... متعاون ولديه فرصة كبيرة لتخفيض حكمه الى 27 عاما و........................................... هو شخص سيء حقا بينما شخص مثلك يحتاج 5 دقائق فقط ليكون حرا طليقا قالها ................ كانت تنطبق عليه كل المواصفات عدا العقلانية وعندما فكرت مليا بقوله بدوت يا للهول كرجل يتعاون معهم وسيبقى 27 سنة اخرى في السجن ولن يكون بمقدوره ان يتمتع باي نوع من انواع الحياة ياله من بلد قاس يؤسفني القول ان كلام .............................. لا يستحق الرد.

حاول هو و................................... ان يجادلا بالحجة بمساعدة رجل المخابرات العسكرية ولكنهم فشلوا في اقناعي بالكلام بامكانك القول ان المحققين قد تعودوا على المعتقلين الذين يرفضون التعاون لفترة من الزمن فكما كنت اتعلم من المعتقلين الآخرين كيف اتبرم من التعاون كان المحققون كذلك يتعلمون من بعضهم كيف يتعاونون مع المعتقلين الممتنعين عن التعاون انتهت الجلسة فارسلوني الى زنزانتي كنت راضيا عن نفسي لاني الآن انتمي رسميا الى الاكثرية الى المعتقلين الممتنعين عن التعاون لم ابال كثيرا بالبقاء في السجن ظلما بقية حياتي ولكن ما يضع العقل في الكف هو انهم يتوقعون منك مع ذلك التعاون معهم انتم تحتجزونني في سجنكم وانا لا ابوح لكم باية معلومات نحن الطرفان نتصف بالشجاعة في ان واحد.

............................... استمرت الجلسات مع الفريق الجديد نادرا ما كان ............................ يحضر الجلسات وقد قال ذات مرة:

لن اتي طالما انك لا تعطينا المعلومات التي بحوزتك ومع ذلك لاننا امريكيون نعاملكم وفق معاييرنا العالية. انظر الى........................ اننا نقدم له آخر التقنيات الطبية.

لأنكم تريدونه فقط ان يبقى على قيد الحياة لاحتمال ان تكون بحوزته بعض المعلومات لكن اذا مات فان تلك المعلومات ستموت معه بهذا اجبته.

اعتاد المحققون الامريكون ان يذكروا على الدوام الطعام المجاني والعلاج الطبي المجاني للمعتقلين لا افهم الديهم بدائل اخرى عن ذلك لقد اعتقلت شخصيا في بلدان غير ديمقراطية ومع ذلك كان العلاج الطبي على قائمة اولوياتها يملي الحس السليم علينا اذا ما ساءت ظروف السجين فلن تكون هناك معلومات وسيموت السجين على الارجح.

قضينا شهرين تقريبا من الخصام والجدال:

خذوني الى المحكمة ساجيب عن اسئلتكم كلها كنت اقول هذا للفريق.

لن تكون هناك محاكمة يردون علي بدورهم.

هل انتم مافيا؟ تختطفون الناس وتحتجزونهم وتبتزونهم قلت لهم حينئذ.

انتم المعتقلون مشكلة قانونية مفروضة بالقوة لا نستطيع ان نطبق عليكم القوانين المقررة الاعتيادية نحتاج فقط الى دليل ظرفي لنقليكم قليا.

لم اقم بشيء ضد بلدكم اليس كذلك؟

انت جزء من مؤامرة كبيرة على الولايات المتحدة قال ..........................

بامكانك ان تسحب هذه التهمة على كل شخص ما الذي فعلته؟

لا اعرف قل انت لي.

اسمع لقد خطفتموني من بيتي في موريتانيا وليس من معركة في افغانستان لانكم اعتقدتم انني جزء من مؤامرة الالفية وانا لست جزءا منها باي حال من الأحوال كما تعرفون الآن اذا ما هي التهمة التالية؟ يبدو لي انكم تريدون الصاق اية قذارة بي.

لا اريد الصاق اية قذارة بك اتمنى لو كان بامكانك فقط الوصول الى التاقرير التي شاهدتها قال .............. ذلك.

لا يهمني ما تقوله التقارير ما اريده فقط هو أن تلقوا بانفسكم نظرة على التقارير بدءا من يونيو عام 2000 وحتى مؤامرة الالفية حينها ستعرفون انني لست جزءا منها بعد تعاون .....................................

لا اعتقد انك جزءا منها ولا اعتقد أنك تعرف ..................................... ولكني اعرف أنك تعرف اناسا على صلة بـ ........................... قال ................................

لا اعرف ولكني لا اجدها مشكلة اذا كانت هذه هي القضية ان معرفة شخص ليست بجريمة ايا كان ذاك الشخص اجبته.

لقد حاول الشاب المصري الذي كان يقوم بالترجمة في ذلك اليوم ان يقنعني بالتاعون قائلا:

اسمع لقد جئت الى هنا مضحيا بوقتي في سبيل مساعدتكم والسبيل الوحيد لانقاذ انفسكم هو ان تقولوا ما عندكم.

الا تخجل من العمل مع هؤلاء الاشرار من الناس الذين اعتقلوا اخوانك في الدين دون سبب يوى أنهم مسلمون؟ يا ....................... انا اكبر منك عمرا واتحدث لغات اكثر منك ولدي شهادة علمية ارفع من شهادتك وزرت بلدانا اكثر منك وافهم انك هنا لتساعد نفسك وتكسب المال واذا ما حاولت ان تستحمق احدا فذاك الاحمق هو انت بالذات.

لقد جن جنوني لانه كان يتحدث معي كما لو انني طفل كان ...................... يحدق بنا فقط.

تكررت هذه الاحاديث مرات عدة خلال الجلسات بقيت اقول:

انتم قولوا لي لماذا انا هنا تريدون ان اتعاون معكم وانتم لا تخبرونني بسبب وجودي هنا لن اتاعون ولكننا نيتطيع ان نتحدث عن أي شيء الى جانب التحقيق.

رحب ..................... بتلك الفكرة واكد لي انه سيسأل رئيسه ليعرف منه سبب اعتقالي لانه لم يكن هو نفسه يعلم ذلك وفي غضون ذلك علمني الكثير عن الثقافة الأمريكية وتاريخها عن الولايات المتحدة والاسلام عن الولايات المتحدة والعالم العربي وبدأ الفريق بادخال الافلام حيث شاهدت فلم الحرب الأهلية وفلم المسلمون في الولايات المتحدة ومنشورات اخرى عديدة من الجبهة الامامية المتعلقة بالارهاب وقال لي .............................:

لقد حصلت كل هذه الفوضى بسبب الكراهية. الكراهية هي السبب في كل الكوارث.

كان .......................... مهتما بالحصول على المعلومات باسرع ما يمكن باللجوء للوسائل البوليسية التقليدية قد لي ذات يوم وجبة ماكدونالد لكني رفضت لأنني كنت حريصا على ألا اكون مدينا له بشيء قال محذرا:

يسعى الجيش بكل الوسائل لاخذك الى مكان سيء جدا ونحن لا نريد ان يحدث ذلك.

دعوهم يأخذونني الى هناك ساعتاده يتبقونني سجينا لديكم فيما اذا تعاونت ام لم اتعاون فلم التعاون اذا؟ قلت هذا دون ان اعرف ان الأمريكان يستخدمون التعذيب بتسهيل التحقيقات.

كنت قد ارهقت من التحقيقات التي يجرونها معي يوميا كان ظهري يتآمر ضدي ألما حتى طلبت الدواء.

قالت ...................... الأخصائية في المعالجة الفيزيائية:

لا يجوز ان تجلس لساعات طويلة.

من فضلك قولي هذا لمحققي هم الذين يجعلونني اجلس لساعات طويلة يوميا.

سأكتب لهم ملاحظة بذلك ولكني لست متأكدة من النتيجة.

حقا لم تثمر ملاحظتها بنتيجة بل على العكس من ذلك فقد غسل ........................... يده مني في فبراير 2003 قائلا:

ساغادر وعندما تصبح جاهزا للتحدث عن مكالماتك الهاتفية اطلبني وسأعود اليك.

اؤكد لك انني لن اتكلم عن أي شيء ما لم تجب على سؤالي: لماذا انا هنا؟

 

قبل غوانتانامو

 

الفصل الثاني:

السينغال – موريتانيا

21 يناير 2000 – 19 فبراير 2000

الاعتقال الول في السينغال... العودة الى الوطن بمرافقة الحراس الاستجواب الاول في موريتانيا... الوقوع في المأزق... الولايات المتحدة تتعامل مع المسأة على نحو مسرحي.

توجد في التراث الشعبي المرويتاني حكاية فلكلورية عن شخص مصاب برهاب الديكة ديكوفوبيا كان يفقد عقله كلما صادف ديكا.

لماذا تخاف من الديك على هذا النحو؟ يسأله الطبيب النفسي.

يعتقد الديك انني ذرة.

لكنك لست ذرة انت رجل كبير لا يمكن ان يخطئ احد ويحسبك كوز ذرة صغير يقول له الطبيب.

اعرف ذلك ايها الطبيب ولكن الديك لا يعرف ومهمتك ان تذهب الي الديك وتقنعه باني لست ذرة.

لم يشف الرجل من رهابه ابدا طالما ان التحدث الى الديك امر مستحيل تنتهي القصة عند هذا الحد.

منذ سنوات وانا اعمل جاهدا لاقنع الولايات المتحدة باني لست ذرة.

بدأت الحكاية في يناير 2000 وذلك عندما عدت الى وطني موريتانيا بعد قضاء اثني عشر عاما وراء البحار في الساعة الثامنة مساء من يوم ......................... انزلني اصدقائي ................................ في مطار دورفال بمدينة مونتريال سافرت برحلة سابينا المسائية متجها الى بروكسيل ومن هناك الى داكار في ظهيرة اليوم التالي.

وصلت صباحا الى بروكسيل منك القوى وبنعاس شديد اخذت امتعتي ثم تمددت منهارا على احد المقاعد في المنطقة الدولية متخذا حقيبتي كوسادة كنت متعبا للغاية نمت ساعة او ساعتين وعندما استيقظت بحثت عن التواليت والمغاسل لاتوضأ وعن مكان لأصلي فيه.

كان المطار صغيرا انيقا ونظيفا فيه مطاعم ومحلات غير خاضعة للرسوم اكشاك للهواتف كمبيوترات للانترنت مسجد كنيسة كنيس ومكاتب للارشاد النفسي للملحدين تفقدت بيوت العبادة كلها وكانت جد مؤثرة فكرت يمكن أن يكون هذا البلد هو الذي اريد العيش فيه فانا اتحدث بلغته ولدي مؤهلات علمية مناسبة للحصول على عمل في قلب اوروبا في الواقع زرت ابروكسيل قبل الآن واحببت فيها وجوهها المختلفة وتعدد الثقافات فيها.

تركت كندا لسبب رئيسي وهو ان الولايات المتحدة حرضت قواها الامنية علي لم تعتقلني ولكنها بدأت بمراقبتي في كل مكان ان تكون مراقبا خير من ان تكون في السجن ادركت اخيرا انهم سيكتشفون في النهاية انني لست مجرما ولكنني لا افهم ابدا كما كانت والدتي تقول لي دائما لا اعتقد بان الولايات المتحدة كانت تحاول المساس بي وتضعني في مكان لا كلام للقانون فيه.

كانت الحدود على مسافة قريبة للغاية لو اني عبرتها لما كنت قد كتبت هذا الكتاب قط.

بدلا من ذلك قصدت المسجد الصغير توضأت فيه وصليت كان المكان هادئا يسوده السلام اشعر بالارهاق لذلك تمددت في المسجد قرأت بعض الايات من القرءان الكريم ومن ثم استسلمت لسلطان النوم.

استيقظت على حركات شخص جاء هو الآخر ليصلي يبدو انه مر كثيرا من هذا المطار لذا كان يعرف المكان جيدا. .................................................................................................................................................................... وبعدما انهى صلاته القينا التحية على بعضنا البعض.

ماذا تفعل هنا؟ سألني.

انا عابر جئت من كندا متوجها الى داكار.

من اين انت؟

من موريتانيا وانت من اين؟

انا من السينغال انا تاجر بين بلدي والامارات انتظر مثلك الرحلة نفسها.

هذا جيد قلت.

دعنا نذهب الى الاستراح انا عضو في نادي كذا وكذا.

لا اتذكر الاسم ذهبنا الى النادي وكان مذهلا كان يوجد فيه تلفزيون شاي قهوة بسكويت اريكة مريحة وصحف كنت مرهقا لاذ قضيت معظم الوقت في النوم على احدى الارائك اراد صديقي الجديد .......................... ان يتناول الغداء في لحظة فايقظني مقترحا علي تناول الغداء معه ايضا كنت اخشى الذهاب لانني لا استطيع العودة الى هنا ثانية لاني لا امتلك بطاقة النادي لقد سمحوا لي بالدخول لان صديقي ....................... ابرز لهم بطاقة عضويته فسمحوا لي بالدخول معه. لكن كان نداء معدتي اعلى لذلك قررت الخروج بغية تناول بعض الطعام ذهبت الى محاسب الخطوط الجوية سابينا وطلبت منه بطاقة للوجبات المجانية. وجدت مطعما معظم انواع الطعام كانت مخلوطة بلحم الخنزير لذلك اكلت وجبة من الخضار عدت الى النادي وانتظرت صديقي حتى تم الاعلان عن موعد رحلتنا سابينا ......................... 502 الى داكار. اخترت داكار لانها ارخص بكثير من الطيران مباشرة الى نواكشوط تبتعد داكار عن نواكشوط مسافة 300 ميل فقط وكنت قد رتبت الامور مع اسرتي كي تقلني من هناك هذا هو المعتاد من قبل الناس كل شيء يسير بشكل جيد حتى الآن.

خلال رحلة الطيران شعرت بكامل طاقتي لاني نمت جيدا في مطار ابروكسل بجانبي في الطائرة كانت فتاة فرنسية في ربيع عمرها تعيش في داكار وتدرس الطب في بروكسل فكرت في للحظة بان اخواتي قد لا يتمكنون من الحضور الى المطار في الموعد المحدد لذا قد اضطر لقضاء بعض الوقت في فندق ما لقد زودتني الفتاة الفرنسية بكل طيب خاطر ببعض الملعومات حول الاسعار في داكار وكيف ان السينغاليين يستغلون الغرباء ويطلبون منهم اثمانا باهظة وبشكل خاص سائقوا التاكسي استغرقت الرحلة خمس ساعات وصلنا في الحادية عشرة مساء تقريبا واستغرقت الاجراءات الرسمية حوالي النصف ساعة وعندما اخذت امتعتي اصطدمت بصديقي ......................... وودعنا بعضنا بعضا. وما ان غادرت حاملا حقيبتي حتى رأيت اخي يبتسم ....................... كان قد وقع نظره علي قبل ان المحه كان اخي .................................. برفقة اخي الآخر ........................... مع صديقين لهما لم اعرفهما.

أخذ ....................... حقيبتي وذهبا الى كراج السيارات احببت دفء الليل الذي عانقني ما ان غادرت لابوابة كنا نتحدث ونسأل بعضنا البعض بحماس كيف هي الأمور وعندما قطعنا الطريق لا استطيع ان اعبر عما حدث لي فكل ما اتذكره هو ان يدي كانتا مقيدتين خلف ظهري في اقل من ثانية واحاط بي ثلة من الاشباح الذي فصلوني عمن كانوا برفقتي في البداية اعتقدت انها سرقة بقوة السلاح ولكن تبين انها سرقة من نوع آخر.

اعتقلناك باسم القانون قال العميل الخاص بينما كان يقفل السلسلة حول يدي. انا معتقل ناديت اخوتي الذين لم استطع رؤيتهم بعد لا بد أن خطفي بهذه الطريقة كان مؤلما لهم للغاية لا اعرف ما ان سمعوا صوتي ام لا لكن تبين ففيما بعد أنهم سمعوا صوتي لان اخي ............................ ظل يسخر مني زاعما انني لم اكن شجاعا بما انني طلبت النجدة ربما لم اكن شجاعا ولكن هذا ما حدث وما لم اعرفه هو ان اخوي وصديقيهما اعتقلوا في نفس اللحظة بالذات نعم صديقاهما احدهما جاء معهم من نواكشوط والآخر كان اخاه وكان يعيش في داكار كان قد رافقهم الى المطار تم اعتقالهم بوصفهم جزءا من عصابة .............. يا له من حظ.

بصراحة لم اكن مهيئا لهذا الظلم ولو عرفت ان محققي الولايات المتحدة متخمين به لما كنت قد غادرت كندا أو حتى بلجيكا خلال عبوري لماذا لم تعتقلني الولايات المتحدة في المانيا طالما ان المانيا تعتبر من الحلفاء المقربين لامريكا؟ لماذا لم تعتقلني الولايات المتحدة في كندا؟ فكندا والولايات المتحدة كادا ان يكونا بلدا واحدا زعم المحققون الامريكون انني هربت من كندا خوفا من الاعتقال ولكن ذلك كان هراءا الولا وقبل كل شيء غادرت كندا بجواز سفري وباسمي الحقيقي بعد المرور بكل الاجراءات الرسمية بما فيها جميع السجلات وثانيا ايهما افضل ان اعتقل في كندا ام في موريتانيا؟ بالتأكيد في كندا أو لماذا لم تطلب الولايات المتحدة من السلطات في بلجيكا اعقتالي حيث قضيت اثنتي عشرة ساعة تقريبا؟

افهم غضب وخيبة الولايات المتحدة من الهجمات الارهابية لكن اعتقال الاشخاص الابرياء وجعلهم يعانون بحثا عن اعترافات كاذبة لا يساعد احدا بل ان هذا يعقد المشكلة اعتدت ان اقول دائما لعملاء الولايات المتحدة أيها الرجال اهدأوا فكروا قبل البدء بالعمل ضعوا فقط نسبة مئوية ضئيلة لاحتمال ان تكونوا مخطئين قبل ان تبدأوا بايذاء احد على نحو يتعذر اصلاحه.

ولكن عندما يحدث امر سيئ يبدأ الناس باظهار نزواتهم ويفقدون رباطة جأشهم لقد تم استجوابي في السنوات الماضية من قبل اكثر من مئة محقق من مختلف البلدان وكلهم يشتركون بشيء واحد وهو التشوش ربما تريد الحكومة منهم ان يكونوا كذلك من يدري؟

على اية حال تدخلت شرطة المطار عندما شاهدوا الهرج كان افراد القوات الخاصة يرتدون بزات مدنية لذا لم تميزهم الشرطة عن افراد عصابة ينوون سلب احد الاشخاص لكن العنص الذي كان خلفي سرعان ما ابرز البطاقة السحرية مما جعل رجال الشرطة ينسحبون على وجه السرعة لقد رمونا نحن الخمسة في شاحنة للغنم ثم اضيف الينا صديق اخر ولم يكن ذاك الصديق الا الذي ودعته عند دوار الحقائب ركب الحراس معنا جلس زعيم المجموعة في الامام بجانب السائق ولكن كان بمقدوره ان يرانا ويسمعنا لان الزجاج الذي يفصل السائق عن الغنم كان مخلوعا انطلقت الشاحنة وكأنها في مشهد هوليوودي للمطاردة.

انك تقتلنا لابد ان القاتل هو احد الحراس لان السائق خفف من سرعة الشاحنة قليلا كان الشاب المحلي الذي جاء مع اخوتي الى المطار يفقد صوابه كان يتفوه بكلمات مبهمة بين فينة واخرى ينقل بها قلقه وحزنه كان الشاب يعتقد انني من المتعاملين في تجارة المخدرات وبما انني كنت نجم الفيلم فقد شعرت بالاحباط لما سببته من ازعاج لاناس آخرين ولكن عزائي الاخير هو ان ماجرى لم يكن بقصد مني وفي تلك اللحظة غمر الخوف الذي كان في قلبي بقية العواطف عندما جلست على الارضية الخشنة محاطا بدفء المرافقين بما فيهم عملاء القوى الخاصة شعرت انني افضل حالا حينئذ بدأت بتلاوة القرآن.

اخرس قال الرئيس الجالس في الأمام لم اخرس خفضت صوتي ولكن لم يكن كافيا للرئيس قال ثانية:

اخرس

ورفع هراوته هذه المرة ليضربني.

تريد أن تسحرنا.

عرفت انه كان جادا لذا صليت في قلبي.

 لم أكن انوي سحر أي شخص ولا اعرف كيف يتم ذلك لكن الافارقة هم اكثر الشعوب سذاجة مما اعرف.

استغرقت الرحلة بين خمس عشرة وعشرين دقيقة كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بقليل عندما وصلنا الى مفوضية الشرطة ان العقول الموجهة للعملية وقفوا خلف الشاحنة وانخرطوا في نقاش مع صديقي في بروكسيل لم افهم شيئا فقد كانوا يتكلمون باللغة المحلية ............................. بعد نقاش قصير أخذ الرجل حقيبته الثقيلة وذهب سألت أخوتي فيما بعد عما قال للشرطة فاخبروني بانه قال للشرطة انه التقى بي في بروكسيل فقط وانه لم يكن يعرف انني ارهابي.

نحن الأن خمسة أشخاص سجناء في الشاحنة كان الظلام حالكا في الخارج ولكني استطعت تمييز حركة الناس جيئة وذهابا انتظرنا في الشاحنة ما يقارب الساعة اشتد غضبي وكنت خائفا خاصة عندما قال الشخص الذي يجلس على كرسي المسافرين اكره العمل مع البيض او بالاحرى استعمل كلمة المغاربة الامر الذي جعلني اعتقد انهم ينتظرون فريقا موريتانيا بدأت اشعر بالغثيان كان قلبي كريشة في مهب الرئيح بينما رحت انكمش حتى اصبحت ضئيل الحجم لا اقوى على حمل نفسي.

فكرت بكل انواع التعذيب التي سمعت بها من قبل كم استطيع تحمله هذه الليلة.

اصابني العمى تشكلت غيمة كثيفة امام عيني لم استطع رؤية شيء واصابني الطرش بعد ذلك القول كل ما استطعت سماعه كان صفيرا مبهما فقدت الشعور بوجود اخوتي معي في الشاحنة.

اعتقدت ان الله وحده يمكنه مساعدتي في هذا الموقف. الله لا يفشل ابدا.

انزلوا من الشاحنة صرخ احد الرجال بنفاذ صبر.

تمكنت من شق طريقي بمساعدة احد الحراس الذي ساعدنا في النزول على الدرج ادخلونا غرفة صغيرة كانت مليئة بالبعوض وبدخولنا حان وقت وليمتها لم تنتظر حتى ننام بل بدأت بعملها مباشرة ممزقة اجسادنا والامر الغريب ان البعوض يبدو خجولا عندما يكون في مجموعات صغيرة في حين انه يبدو فظا في المجموعات الكبيرة تنتظر المجموعات الصغيرة حتى تنام على خلاف المجموعات الكبيرة التي تبدأ بازعاجك مباشرة كما لو انها تقول ما الذي تستطيع فعله حيال ذلك؟ في الحقيقة لا شيء كان التواليت قذرا بقدر ما تستطيع تخيله فتحولت الى بيئة مثالية لتكاثر البعوض كنت الوحيد المقيد بسلسلة.

هل ضربتك؟ سألني الشخص الذي فك القيد عن يدي.

كلا لم تضربني.

عندما نظرت إلى معصمي وجدت اثار جروح سابقة عليهما وبدأ المحققون يجروننا للتحقيق الواحد تلو الآخر مبتدئين بالغرباء كانت ليلة رهيبة قاتمة باردة وطويلة جدا.

جاء دوري قبل البزوغ الأول لضوء الفجر كان في غرفة التحقيق رجلان ......................................................................................................................................................... المحقق الذكر وقاضية.

كانت رئيسة الشرطة .................................. هي المسؤولة عن مركز الشرطة ولكن .................................... لم تكن جزءا من التحقيق بدت ............................................ متعبة جدا الى درجة ان ....................................... نامت عدة مرات من الضجر. كانت الامريكية تدون الملاحظات واحيانا كانت ......................... تمرر الملاحظات الى المحقق كان المحقق ................... هادئا نحيفا انيقا الى حد ما متدينا وعميق الفكر.

لدينا مزاعم قوية ضدك قال وهو يحسب رزمة سميكة من الاوراق من ظرف اصفر لامع قبل ان يصل الى نصفها بدا انه اطلع عليها مرات كثيرة وانا عرفت مسبقا ماذا يقصد لان الكنديين قد حققوا معي قبل الآن.

...... يتواصل

نقلا عن يومية الامل الجديد