مستوى تبني المعاهدات الدولية المصادق عليها

أربعاء, 06/15/2016 - 10:32

في إطار الاتفاق الموقع بين الحكومة الموريتانية والاتحاد الأوروبي قدم برنامج الاتحاد الأوروبي للمجتمع المدني والثقافة  PESCC دعما لجمعيتنا من أجل إنجاز المشروع المسمى مشروع التحسيس الوطني للتنمية المستدامة وحماية البيئة

الوفاء بالالتزامات:استثمارمضمون

أعلن المحور الأساسي الرابع من الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، المعتمدة في شهر أكتوبر 2006 لمدة عشر سنوات، القاعدة التالية: "تعتزم موريتانيا تسيير بيئتها المحلية والعالمية طبقا لالتزامات التيقطعتها في المعاهدات الدولية".  مع تفضيل الإجراءات الواجب اتخاذها والكفيلة بتنسيق محاربة الفقر، وخاصة النفاذإلى الخدمات الأساسية، وحماية البيئة، وعلى وجه التحديد الموارد الطبيعية، شدد الإطار الاستراتيجي،مع هذا المحور، على البعد الشامل، العالمي، للتنمية المستدامة. نحن ننتمي إلى نفس الكوكب، داخل محيط حيوي واحد، حيث يجب علينا،من أجل البقاء، التعايش معا في أكبر وئام ممكن مع جميع أنواع الكائنات الحية التي يتكون منها، بروح من التعاون الفعال.

لقد وقعت موريتانيا بالأحرف الأولى على عدد من المعاهدات الدولية في هذا الاتجاه، مثل المعاهدة الإطارية حولالتغيرات المناخية، ومعاهدة التنوع البيولوجي، ومعاهدة رامسارحول الأراضي الرطبة ومعاهدة محاربة التصحر. إن بعض هذه المعاهدات، مثل معاهدة التنوع البيولوجي ومعاهدةرامسار، لها تأثيرات المحلية،وأخرى، مثل اتفاقية المعاهدة الإطارية حولالتغيرات المناخية ذات أثر عالمي إلى حد ما.  ولكن حتى في هذه الحالة، فإن احترام التزاماتنا له تأثير إيجابي مباشر على بيئتنا الخاصة. هكذا، فإن "تعزيزالمقدرة على احتجاز الكربون" يشكل أحد المحاور الإستراتيجية لتلك المعاهدة، يقودنا إلى زيادة الغطاء النباتي وتنوعه، الأمر الذي يعزز محاربتناللتصحر.

إنقياس درجة تبني هذه الاتفاقيات،ذات الطابع العالمي، في موريتانيا، يعني إذن، إلى حد كبير، قراءة كل ما تم إنجازه محليا، بعين"ذات بعد كوكبي". إن إنشاءمواقع لدفن القمامة، في ضاحية بعيدة من نواكشوط،  يجنب حرقها، ويرسخ مشاريع لتخفيف آثارالاحتباس الحراري،  شأنه شأن تحسين مواقد الحرق المنزلية، وتعميم استخدام غاز البوتان أو استعمال الطاقة الشمسية. وتدعونا هذه الانجازات،على مستوى شخصي أكثر من ذلك بكثير، إلى التفكير بشكل أفضل في أعمالنا، لنرى أبعد بقليل من "أرنبةالأنف". يمكننا أن نشارك جميعا في الصالح العام، وأن نختار، بالتفضيل وقدر الإمكان، الشيء الذي يميل إلى احترام الحياة، بدلا من ما يضر بها، بطريقة أو بأخرى. وسوف نفوز دائما في نهاية المطاف.

 

استقلاليةتضامنية

هناك معاهدات أخرى تربطنا إقليميا بشكل أكثر.فعلى سبيل المثال فإن منظمة استثمار نهر السنغال، المولودة من معاهدة تم توقيعها في عام 1972 بين مالي وموريتانيا والسنغال، وانضمتإليها لاحقا غينيا كوناكري، ذات دلالة هنا على بعد تلكالمعاهدات. لقد قادالتسيير المشترك لمياه النهر منظمة استثمار نهر السنغالإلى إطلاق برامج مختلفة لتدمج فيها بعدابيئيا قويا، مثل برنامج تخفيف ومتابعة الآثار على البيئة. فقد دخلنا مع شركائنا الإقليميين في برامج لملكية أراضي المشاريع، وحماية البيئة، والصحة البيئية، الخ، على ضفتي النهر،  الشيء الذي يعزز علاقات الجوار بيننا، والتييمجدها ديننا الحنيف، ويقوينا في هذه الفكرة، الإفريقيةالعميقة القائلة بأنهلا توجداستقلاليةبدون التضامن.

ها نحن نعود، بعد العديد من الطرق الالتفافية، إلى اقتراحنا الافتتاحي: مسؤولية الإنسان، وكل واحدمنا، صغارا وكبارا، ضعفاء وأقوياء، رجالا ونساء، في صيانة وازدهار العمل الإلهي. مع أننانستطيع أن نرى الآن كيف في أي شيء تبدو هذه المسؤولية ديناميكية حقا: بفصل المزيد من التضامن، والتشبث الأقوى، ها نحن أكثر استقلالية، وأقوى حرية. هل سنتعجب، معشر المسلمين والمسلمات، من هذا المفارقة الظاهرية، نعلن الذين أننا فقط بخضوعنا التام لله نصل أخيرا، إلى حريتنا الحقيقية العميقة؟

 

إيان منصور دي گرانج