منينة بنت أعلي: الغائبة الحاضرة

سبت, 11/12/2016 - 13:23

في تراثنا الفلكوري شخصيات طبعت الثقافة الموريتانية وتركت بصمات غائرة في القلوب والعقول... شخصيات دخلت التاريخ من باب الريادة والإبداع فظلت خالدة في وجدان الجميع.

                                                                ***

الراحلة منينة بنت أعلي فنانة خالدة بكل المقاييس وبكل المواصفات فهي بصوتها الأصيل القوي العذب أطربت أجيالا موريتانية متتالية... واستطاعت بغنائها الجميل وعزفها الأخاذ أن تزيل الهوة الفنية الفاصلة بين مجتمعات السيف والقلم... بين الركاب والكتاب... لقد أنهت احتكارية الغناء الموريتاني وغنته للجميع في بعده الديني الروحي والفروسي والفلكلوري فحفلاتها إلتأمت في خيام الأمراء وفي زوايا المشايخ وفي باحات الأوساط الاجتماعية المختلفة، ولم تقف عند هذا الحد، بل طفقت تخترق غياهب الفلكلور الشعبي وتستشرفه في نغمات مشحونة بكل المعاني الإنسانية نغمات

تخترق حجب الوجدان دون سابق إنذار.

                                                                ***

منينة بنت أعلي أطربت أجيال ما قبل الإستقلال والرعيل الأول من جيل الإستقلال ثم غنت لموريتانيا المستقلة وواكبت الدولة الجديدة بألحانها وبصوتها الملائكي الذي وصفه ميشيل كنيار بأنه شلال صحراوي رقراق يتفجر من أعماق مجابات الثقافة الموريتانية الكبرى.

                                                                 ***

إلى جانب الفن كانت منينة سيدة مجتمع خلوقة... كانت خدومة كانت وفية وكانت كريمة ومنفتحة على كل أوساط الشعب... لقد كانت مدرسة فنية خاصة تأثرت بها أجيال فنية وتأثر بها نجوم من كبار الفنانيين كسيمال ولد همد فال الذي أرضعته ألحانا عذبة استمر في تلحينها إلى آخر حياته والفنانة الراحلة ديمي بنت آبه التي واكبتها في بداياتها المبكرة... وآخرون

                                                                         ***

هذه الأيام تبدأ العشرية الثانية لرحيل مطربة الجماهير منينة بنت أعلي التي هي شخصية وطنية فنية ثقافية بامتياز تستحق التذكر وتستحق أن يحتفى بها وتستحق أن تكرمها الأجيال اللاحقة فهي نبع لا ينضب من منابع الفن والأصالة في بلاد المنارة والرباط.