إنصافا للديبلوماسي المخضرم أحمد ولد سيد أحمد

أربعاء, 04/12/2017 - 14:20
الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع

كل طرق الديبلوماسية الرزينة الهادئة الفعالة تؤدي إلى الديبلوماسي أحمد ولد سيد أحمد فهو فارس مغوار لا يشق له في سوح العطاء الدبلوماسي غبار ، مشهود له بالكفاءة والنزاهة والاستقامة وبوضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، وهو سليل أسرة بوأتها وجاهتها الاجتماعية ومكانتها العلمية والثقافية لعب أدوار موصولة ساهمت من خلالها في تأسيس وبناء الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

انخرط الإبن كما الأب مبكرا في سلك الوظيفة العمومية وذاد عن حياض الوطن بحكمة وعبقرية وشجاعة ونكران ذات ، وخلال مسار ديبولوماسي حافل مرصع بالنجاحات تواجد الرجل على كل الثغور الديبلوماسية ورفع بعمله ومهنيته شأن موريتانيا في المحافل الدولية  وحولها إلى عضو ينتظر إذا غاب ويستشار إذا حضر ومثلها كأحسن ما يكون التمثيل بهدوء ودون صخب.

طبعا في موريتانيا منذ الاستقلال إلى اليوم يعهد لرئيس الجمهورية بوضع السياسة الخارجية وبإنزالها وفق المقاربة الديبلوماسية التي يراها مناسبة ويترجمها في تعليمات وقرارات تنفيذية ينفذها وزير الخارجية أيا كان .. ولا أخال أنه من الإنصاف أن ينتظر من أي وزير التعدي على صلاحيات الرئيس في نظام رئاسي مشخصن .. فالتهام أي وزير خارجية هو ملاحقة للرمية وتجاهل للرامي الحقيقي الذي هو الرئيس .. وفي حال معالي الوزير ولد سيد أحمد كان الرامي هو الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع الذي ارتأى تحت وطأة إكراهات داخلية وخارجية معلومة  أن موريتانيا لا يمكن أن تكون أكثر ملكية من الملك ، فالأشقاء المعنيون "طبعوا" في أسلو وغيرها ووقعوا معاهدات وباقي الأشقاء "مطبعون" أصلا من تحت الطاولة والعالم تغير وأصبحت العلاقات الديبلوماسية أداة من أدوات إدارة الصراع يدرك بها  ومن خلالها ما لا يدرك بالصياح والشعارات الفارغة والعنتريات التي لم تحرر أرضا ولم تصن حقا.  

فلو قدر للعرب أن يتدبروا مبادرة برقيبه في حينها لكانوا اليوم في غنى عن المطالبة بأقل منها بكثير .. لكن بعض العرب جبلوا مع الأسف على رفع الشعارات الفارغة واضاعوا فرصة لن تتكرر.

في أيام معاوية كانت إدارة الصراع تمر عبر قنوات ديبلوماسية وكان منطقيا أن تتصرف موريتانيا بما تمليه مصلحتها ومصلحة العمل العربي المشترك ، ويجب أن لا تعمينها الثمرة عن الشجرة فقناعتي الراسخة أن ولد سيد أحمد وطني موريتاني مسلم وقومي حتى النخاع وأنه غيور حتى الثماله على كل القضايا الوطنية ولكن العين الموريتانية كيعون سائر العرب من المحيط إلى الخليج بصيرة أما الأيادي فقصيرة وقاصرة في ظل التوازنات الدولية عن حسم الأمور بأساليب أخرى.

ومن إكراهات الديبلوماسية أنها فن تحقيق الممكن ومن إكراهاتها موريتانيا أن تعين وزيرا لتنفذ تعليمات معظمها غير قابل للنقاش لذلك لا نحمل ديبلوماسيينا مسؤوليات يتحملها غيرهم بامتياز.

فحين ندرك من أين تؤكل كتف العلاقات الدولية وكيف تورد إبل الديبلوماسية عندها ننصف ولد سدي أحمد وغيره من وزراء الخارجية فهامش تدخلهم ضيق لحد الانعدام أحيانا ، فالديبوماسية عندنا ما تزال شأنا رئاسيا يحتكره الرؤساء من الاستقلال إلى اليوم وهم من يتحمل المسؤولية لا سواهم .. أما اطلاق الشعارات وإلصاق الصور النمطية فهو مع الأسف بضاعة مشاعة يسوقها كل من هب ودب.

بقلم: أحمديدوت ولد أعمر