وزارة الداخلية .. إسهال تعيينات لا مبرر لها..!!!

خميس, 02/22/2018 - 10:49

تعودنا أن تكون تعيينات الإدارة الإقليمية مطلع أو نهاية العطلة الصيفية لكي يتمكن الموظفون المحولون من ترتيب دراسة أبنائهم، وجرت العادة أن تكون التنقلات محدودة خلال السنة الدراسية ومنسجمة مع ترتيبات السنة المالية، أما ما حدث فى مجلس الوزراء الأربعاء 21 فبراير 2018 فقد كان إسهالا حقيقيا أفرغ الجسم الإداري من كل السوائل ومن كل الفطريات ومن كل الطفيليات السلبية والإيجابية دون مبرر منطقي.

فنقل شخص من حاكم مقاطعة إلى أخرى يكون مبررا فى حال العقاب أو الترقية لكن اللافت أن نفس الحاكم ينقل إلى مقاطعة أخرى من نفس المستوى، ونفس رئيس المركز الإداري ينقل إلى مركز مشابه.

قد يكون التعيين "المنطقي" الوحيد هو ترقية رئيس مركز بنشاب السابق ليصبح حاكم بنشاب التي تحولت إلى مقاطعة وكان لا بد أن يتحول رئيس مركزها إلى حاكم في انتظار أن تصبح ولاية يتحول إلى والي.

هي إذن لعبة كراسي موسيقية لا مبرر لها ولا طائل من ورائها تكلف الدولة مئات الملايين التي هي بحاجة إلى ادخارها لأولويات أكثر إلحاحا.

قد يقول قائل إن المبرر هو تعيين أشخاص بعينهم وإدخال آخرين عبر مسار التفافي، وهنالك من يعتبر التحويلات تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية الآتية، وكلها تفسيرات واهية، فدور هذه الجحافل الخاملة مسنود للجنة الوطنية للانتخابات أما دورهم فى النتمية المحلية فغير موجود أصلا.

المؤسف أن هذه التحويلات العبثية الجزافية التي طالت الإدارة الإقليمية وطالت الشرطة والحرس والدرك والتعليم والصحة أصبحت نوعا من التعبير عن الوجود وملء الفراغ، فكأني بهذا الوزير أو ذلك يقول: أنا أعين إذن أنا موجود...!!! عين لي فلانا أعين لك علانا والنتيجة مقايضة للنفوذ إفساد وركود وميوعة فلا معيار ولا مسوغات ولا منطق وهذا النوع من التعيينات يشكل فرصة لأصحاب الوساطات من عديمي الخبرة أما العناصر المتسمة بالكفاءة فابحثوا عنها فى المخلفين عن هذه التعيينات وهذا ما جعل قطاعات حيوية طاردة للكفاءات جاذبة للعجزة.

بقلم: محمد سالم ولد سيدي أحمد