ذكري رحيل العندليب الأسمر

ثلاثاء, 03/31/2015 - 13:13

في آخر صباحات مارس 1977 انطفأ العندليب الأسمر عبد الحميد حافظ الذي أطرب الدنيا ولم يقعدها لحد الآن.. قدم عبد الحميد إلي ما قدم.. رحل بهمومه وغرامياته وأوجاعه وتركنا لكي ندرك أن البحر عميق جدا وأن قدرنا وقدره أن نبحر.. ترك محبوبته دون أن يفك ظفائرها.. وترك عرافته تتأمل بعيون دامعة في فجانه المقلوب بعد أن ادرك بأن الحب عليه وعلينا مكتوب.

اليوم 30 مارس تمر الذكرى الـ36 على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وعندما نذكر اسم العندليب نتذكر الأغنيات العاطفية والوطنية التي تحرك مشاعرنا،..
تمر الأيام وتتعاقب السنوات، ويمضي 36 عاما على رحيل العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ ويظل هو الغائب الحاضر بأغنياته، بكل كلمة حب قالها، فحركت مشاعرنا... وأثارت الدفء وأعادت الحنين لزمن المشاعر الجميلة
كانت وفاته كارثة للفن في مصر وفي الوطن العربي بأكمله، كانت وفاة عبد الحليم بمثابة الصدمة على كل الأجيال التي أحبته وغنت أغانيه في أشد لحظاته فرحا وحزنا.

أحدثت وفاته بلبلة في الوسط الفني ودهشة وجم لها كل محبي العندليب كانت جنازته أسطورية فلقد شيعه شعب مصر إضافة إلى كل شعوب العالم العربي الذين طافت قلوبهم وعبرت كل الحواجز تبادله اللحن بالكلمة والحزن بالعبرة والحب بالهمسة
كان شديد الحرص علي وضع نسخ من القرآن الكريم في كل ركن من أركان المنزل وكان أيضا يأتي بأحد الشيوخ يقرأ له بعض آيات القرآن يهديها إلى روح أمه وأبيه على مدار يومين في الأسبوع، كما أوصى قبل وفاته أشقاءه بأن يهدوا إلى روحه آيات قرآنية في نفس اليومين

كان "حليم" تعود على زيارة منزل خاله الحاج متولي عماشة بقريته الحلوات بالزقازيق بمحافظة الشرقية فهذا المنزل الذي تربي فيه ويمثل مكانة كبيرة في نفسه...ومن وقت لأخر كان يقتنص أياما يقضيها هناك ليسترجع ذكريات طفولته مع الأهل والأصدقاء. ..كان يعتز بهذا البيت لأنه شهد مولد أعماله الغنائية الأولى مثل صافيني مرة، وعلى قد الشوق والتي كانت سببا في نجاحه وتألقه .

كان شديد الحرص على الاحتفاظ بالملابس التي ارتداها أثناء تصوير أفلامه ويمنع من في البيت من التصرف فيها ومن أقرب هذه الملابس إلى نفسه بلوفر أزرق برقبة بيضاء، ارتداه عبدالحليم في أول فيلم له «لحن الوفاء».

وعندما يشعر حليم بقسوة الحياة وآلام الوحدة كان يذهب مع سائقه مطلع الفجر إلى مقام السيدة زينب أو الحسين لكي يغتسل من همومه وآلامه النفسية ويقضي بعض الوقت بعيدا عن الحياة... يخلو فيها إلى الله طالبا منه عز وجل الصبر والرحمة وكان لهذه الزيارة أثر عميق في نفسه يعود بعدها صافي القلب قوي العزيمة راضي النفس.

بقلم: إيمان خليل