رقيب فى الجيش يكتب عن قصة الهروب المزعومة فى حادثة “تجاري بنك”

سبت, 06/09/2018 - 17:36
الرقيب الشيخ التراد سيداتي

لا أفهم ما الفرق بين إنسان وإنسان في خلدكم؟ خصوصا في مكان عام، وبصفته الشخصية.

لا أدري لماذا تطالبون من الجندي دائما بأن يضحي حتى عندما يكون في مصرف يطلب راتبه المتواضع أو الاستدانة مرغما لتسوية مشاكل اجتماعية لا تنتهي مرتبطة بكونه ابنا وأخا وأبا وزوجا مثلكم أو أكثر منكم؟؟؟ يا من أكثركم أكثر منه راتبا وراحة...

لماذا هو الوحيد الذي يجب عليه أن يموت دونكم في ساحات الوغى البعيدة مدججا بالسلاح؟ وفي ساحات الرخاء القريبة مدججا بهمومه الحياتية التي لا أحد منكم مستعدا لتفهمها؟

نعم هو إنسان مثلكم، وراءه ما يستحق العيش من أجله مثلكم، هناك من ينتظرون عودته.. من يخافون عليه.. من يستحقون عليه أن ينفذ بجلده من أجلهم.. هو ليس مكلفا بحراسة المصرف.. وليس مولودا ليموت فقط...

في كل فرصة تبرهنون له على احتقاركم له.. على نظرتكم السيئة له.. وغير الإنسانية لشخصه.. هو لا يحلم بأن تنظرون يوما لمهنته بقداسة وشرف كما تفعل الأمم المتقدمة، هو فقط يستجدي مرتبة الإنسان، يريد أن تكفوا عن النظر إليه كآلة عليها أن تموت فقط دونكم، هو إنسان في لحظة إنسانية هكذا رأيت في حادثة المصرف ببساطة...

الجندي الموريتاني شجاع ومقدام لم يهرب يوما ولا تولى يوم زحف يا موريتانيين.. من هرب إنسان في موقف إنساني يحتمل الهرب.. الجندي الموريتاني مفخرة لنا جميعا، رفع رؤوسنا عاليا في مختلف المهام الوطنية والدولية..

فتعلموا يا إخوتي الكرام أن تفرقوا بين الأمور، من هرب الإنسان داخل الجندي، أما الجندي الموريتاني فإنه لا يهرب..