ولد عبد العزيز: أولوياتنا انخفاض أسعار المواد وتضاعف التحديات الأمنية وتباطؤ النمو

جمعة, 12/19/2014 - 13:01
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبداعزيز

قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطاب أمام القمة الاستثنائية لمجموعة دول الساحل المنعقدة الخمس في انواكشوط  إن تباطؤ وتيرة النمو العالمي وانخفاض أسعار المواد الأولية وتضاعف التحديات الأمنية والانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، تؤكد صواب خيار أولوياتنا التي تتمثل في تحسين آليات الحكم وتعزيز الأمن وتسريع وتيرة نمو البنى التحتية.

وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:

"أصحاب الفخامة السادة رؤساء الدول المدعوون الكرام السادة والسيدات،

لا يسعني أولا إلا أن أتوجه بتشكراتي الخالصة إلى أشقائي رؤساء دول مجموعة الخمس في الساحل على قبولهم لدعوتنا لهذه القمة الاستثنائية لمنظمتنا الوليدة، كما أودّ ان اعبر باسمي شخصيا وباسم الحكومة والشعب الموريتانيين عن تمنياتنا لهم بالمقام السعيد بيننا على هذه الأرض الساحلية الموريتانية.

ولا يسعني هنا الا ان ارحب بفخامة الرئيس ميشيل كافاندو الرئيس الانتقالي لبركينا فاسو الذي يشارك معنا للمرة الأولى في نشاط رسمي لمجموعة الساحل.

كما احرص هنا كذلك على توجيه تحية مستحقة للشعب الشقيق في بوركينا افاسو وللفاعلين في الحياة العامة في هذا البلد الشقيق على حكمتهم ونضجهم ومسؤوليتهم التي مكنتهم من تسيير تلك الوضعية بروح توافقية تنفيذا لمرحلة الانتقال السياسي، ومازلت على يقين بأن الشعب البوركينابي العظيم وسلطاته الانتقالية سينجحون بنفس الروح لإكمال المراحل المستقبلية من خارطة طريقهم.

أصحاب الفخامة السادة والسيدات،

منذ عشرة أشهر بالتمام وهنا في نواكشوط قررنا انشاء منظمة إقليمية تجمع بلداننا الخمس بهدف تنسيق سياساتنا وجهودنا لدعم تكاملنا الاقتصادي ورفع مجمل التحديات التي نواجهها، ان الحماسة التي تلقفت بها شعوبنا هذا الحدث والأهمية الخاصة التي يمنحها شركاؤنا لمجموعة الساحل، تشكلان حافزا ومصدرا كبيرا للأمل.

صحيح ان الأشهر المنقضية شهدت تشاورا مكثفا بين قادة الدول على هامش القمم والاجتماعات الوزارية أو بمناسبة اللقاءات الدولية واجتماعات الخبراء في مناسبات عديدة.

إن الديناميكية التي أطلقتها مجموعة الساحل متواصلة، لكن من اجل إعطاء دفع لهذا العمل نحتاج إلى قدر من تكثيف الجهود لضمان إطار مؤسسي متوازن، مما يحتم علينا تبني نصوص مؤسسة لمنظمتنا ضمانا لجاهزية هياكلها العملية. واستجابة لهذه الحاجة تلتئم قمة نواكشوط الاستثنائية لمجموعة بلدان الساحل الخمس.

أصحاب الفخامة، السادة والسيدات،

إن تباطؤ وتيرة النمو العالمي وانخفاض أسعار المواد الأولية وتضاعف التحديات الأمنية والانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، تؤكد صواب خيار أولوياتنا التي تتمثل في تحسين آليات الحكم وتعزيز الأمن وتسريع وتيرة نمو البنى التحتية.

كما ان إرادتنا القوية بأخذ زمام أمورنا بأيدينا استجابة لتطلعات شعوبنا، تشكل الطريقة المناسبة لتضافر جهودنا تحقيقا لنهضة الساحل التي دعونا اليها في أعقاب القمة التأسيسية لمجموعة الخمس في الساحل في السادس عشر فبراير الأخير.

لقد عملنا دائماً على كسب التضامن الدولي مع منطقة الساحل من خلال العديد من المبادرات التي أطلقها شركاؤنا في التنمية.

إن هذا الخيار يجب ان يتعزز من خلال برنامج استثمارات وخطط عمل يتعين علينا تبنيها، وهي التي يجب ان تكون من بين أولوياتنا لتأخذ في الحسبان واقعنا وتستجيب لتطلعات شعوبنا. إن الشباب والنساء في الساحل ينتظرون منا وضع قواعد لتنمية مستديمة تضمن لهم مستقبلا مشرقا يجد فيه كل ساحلي وساحلية الظروف الملائمة لنهضته في جو من الحرية والسلم والازدهار المشترك.

السادة والسيدات،

نظرا إلى العمل المنجز خلال الأشهر العشرة الأخيرة وإلى الأهمية الكبيرة الممنوحة لمجموعة الخمس في الساحل من قبل شركائنا فإنني على قناعة من أن القرارات التي سنتخذها اليوم ستسمح لمؤسستنا الفتية بإطلاق المرحلة العملية في أقرب الآجال في إطار المصلحة المشتركة لشعوبنا ودولنا.

أتمنى كامل النجاح لأشغالنا وأشكركم"