سعد الحريري .. الزمن بطيء جدا لمن ينتظر..

سبت, 11/14/2020 - 09:31

يري وليام شكسبير أن "الزمن بطيء جداً لمن ينتظر، سريع جداً لمن يخشى، طويل جداً لمن يتألم، قصير جداً لمن يحتفل، لكنه الأبديه لمن يحب".

وهو سريع جدا بالنسبة لسعد الحريري لأنه يخشي اللبنانيين ويخشي السعوديين ويخشى آخرين من دون هؤلاء وأولئك.

لقد غامر الفتى اللبناني الذي ولد وفي فمه معلقة ذهب حتى تصور نفسه أحد اللاهين على قمم أمواج رمال الدرعية الموارة التي لا يظهرها إلا الصعاليك وشذاذ الأفاق .. لسوء حظه أنه وقع فى كلكل عاصفة التحول الهوجاء والانتقال من طور إلى طور .. فلا هو انتظر حتى تنجلى العاصفة ولا هو استشرف مآلات ما بعد العاصفة ...

توهم أن علاقات أبيه ستعصمه من الطوفان لكن سوء تقديره أرداه فى كلكل الاعصار ينقنق خارج السرب اللبناني وخارج التحولات الهائلة التي يديرها أمير الرياض الجديد .. فبالنسبة له سعد مجرد ورقة ذاوية من زمن ولى استهلكت بما فيه الكفاية

...

اعرف ياسعد أنك أحد الهواة المتشبثين بذكريات آبائهم وأعرف أن من يشابه أباه فما ظلم .. لكنك من منظور الزمن الجديد لن تصبح رفيق الحريري فلم يعد لبنان كما كان ولن تصبح السعودية كما تتوهم .. لقد تغيرت قواعد اللعبة وأدواتها وأخالك خسرت قيادة السنة فى لبنان وعجزت عن مواجهة الشيعة .. لقد أصبحت شيئا من الماضي رغم شبابك وقيادتك التوافقية لتيار المستقبل .. المستقبل ياسيدي ليس شعارا .. إنه الحاضر وأنت لم تتدبر حاضرك جيدا لأنك أخطأت فى تقدير قوة التحول وأعماك ما كان عما هو كائن وما سيكون.

...

لقد ظلمك اللبنانيون حين أسقطوا عليك عباءة السياسة فالريادة لا تورث وكل إنسان ميسر لما خلق له وأنت خلقت لأشياء أخرى .. كان أبوك سمسارا ناجحا زمن الطفرة النفطية الأولى .. وكان .. أما أنت فحاولت أن تكون مجرد وسيط فى صفقات لا تدرك حيثياتها .. وها قد انتهت الوساطة فلم يبق أمامك إلا طريق واحد هو أن تدير ظهرك للسياسة وتتحول إلى موقعك الطبيعي كمقاول مبتدئ فذلك أفضل للبنان وأفضل للسعودية وأنفع لحفظ كرامتك وكرامة عائلتك التي لم تضيع وقتك فى تدبر اسرارها الغامضة وخلفياتها المثيرة للجدل .. لعل ملاذك الأخير هو العودة إلى حبك الأول لأن الزمن كما أشرت استهلالا من وجهة نظر سكشبير هو "الأبدية لمن يحب" فهل ما زلت جديرا بأن تحب؟.