شهادة أمام الله والتاريخ/عبد الرحمن يوسف

أربعاء, 12/17/2014 - 12:27

اللهم إنى أشهدك، وأشهد خلقك، أننى راض بنتيجة الانتخابات البرلمانية أيا كانت!
لقد شاهدت خلال حياتى القصيرة العديد من المسرحيات التى أقامها الرئيس المخلوع، وسماها انتخابات زورا وبهتانا، وإنى لأشهد أن هذه الانتخابات- المرحلة الأولى لكى أكون دقيقاً- كانت نزيهة قدر الإمكان، وأن الانتهاكات التى حدثت خلالها لم تكن تشكل ظاهرة تشكك فى نتيجتها، ولم تكن بالأمر الذى يؤثر فى إظهار 

رأى الأمة فى المرشحين.
لست ضد أن يقود حزب «الحرية والعدالة» مصر فى هذه المرحلة الحساسة من تاريخها، وإن كنت أشك فى قدرته على ذلك، لكنى أرفض أن ألوث تاريخى بالتشكيك فى نتائج أفضل انتخابات أجريت فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وأنا خاضع وراض برأى الأمة فى ممثليها من أى اتجاه كانوا.
اللهم إنى أشهدك، وأشهد خلقك أننى لم أنتخب الإخوان المسلمين، ولم أنتخب كذلك الكتلة المصرية، لأننى أرى فيها نفس التطرف الذى أراه فى حزب النور السلفى، ولكننى أشهدك يا الله أننى راض بحكم حزب النور، أو الكتلة المصرية إذا اختارت الأمة المصرية ذلك عبر صندوق نزيه.
اللهم إنى أشهدك، وأشهد خلقك أننى فى ظل حالة الاستقطاب المرضية التى تعصف بالحياة السياسية فى مصر قد اخترت طريقا ثالثا، وأعطيت صوتى للمستقبل، وأعطيت ثقتى للشباب الثائر المعتدل، متمثلاً فى حزب العدل، والوسط، والتيار المصرى، والثورة مستمرة، وإننى لم أساهم فى تأجيج مزيد من النار بين المتطرفين الإسلاميين، والموتورين الليبراليين.
اللهم إنى أشهدك، وأشهد خلقك أننى حاولت جهدى أن أوحد الفريقين، وإننى مازلت أحاول ذلك، وإننى ما زلت مستعداً للانضمام لأى جهد يجمع الشمل، ويخلق توافقاً صحياً يكفل لنا دستوراً مصرياً يرضى الجميع، ويتسع لكل أبناء الوطن، ويضع مصر فى وضع ديناميكى تستطيع به أن تقطع مسافات طويلة للتقدم فى وقت قصير.
هذه شهادة أمام الله والتاريخ، فى هذه اللحظة التى قد تضل فيها بعض البوصلات من بعض الناس، تحت قصف مدافع السياسيين.